لماذا يكذب الرجال؟سؤال مباشر وجهته لي احدى السيدات اللاتي يسكن الحزن في عينيها وجدتني اسألها انا ايضا سؤالا بسؤال لاخرجها من حالة الحزن التي تعيشها كان سؤالي لماذا تكذب النساء؟
لم تقتنع بالسؤال أجابت بسرعة بعض النساء يكذبن لكن كل الرجال يكذبون لو دققت في حياتنا الاجتماعية العامة والخاصة ستجدين ان نسبة 99,9 في المائة من الرجال يكذبون ان كذبهم ياعزيزتي اشبه بالانتخابات السياسية العربية ضحكت اجيبها: دعينا من السياسية لكن المرأة صممت ان تتابع قولها: من يحكم السياسة؟ اليس الرجال انهم يكذبون على الشعوب،والشعوب هم نساء ورجال،اليس كذلك لا يوجد رجل في العالم لا يكذب على زوجته او امه او حبيبته لقد كانت حياتي مع زوجي كلها كذبا في كذب .
حاولت ان امتص غضبها قائلة :قد تكون حياتك استثنائية في الكذب،وهذا ليس دليلا على ان جميع الرجال يكذبون لكنها اجابت قد تكون حكايتي انموذجاً هذا صحيح لكن لو سألت اي امرأة معك في العمل او جارتك حتى في الشارع او السوق ستجدين في داخلها هماً من وراء كذب زوجها ولو حدثتك سيدتي عن قصص الكذب الرجولي لما انتهيت، ضحكت قائلة حدثيني عن قصتك انت في البداية لا اريد لك التعب ابتسمت محدثتي قائلة: انت دبلوماسية وتدافعين عن الرجال الم يكذب عليك زوجك هنا لم استطع ان اخفي ضحكتي قائلة لها كلنا نكذب لكنها اصرت على ان الرجال فقط يكذبون وان كذبهم يؤدي الى مشاكل بل مصائب .
قالت: تزوجته عن حب، كنت لا اتخيل نفسي بدونه هذا الرجل الذي شبه لي انه غير الرجال التقليديين واستمرت حياتي معه هانئة رائعة لعدة سنوات متتابعة الا ان اكتشفت الطامة الكبرى في حياتي وهي انني امرأة عاقر لا تنجب بكيت كثيرا ولجأت الى كل انواع العلاج بما فيها طفل الانابيب،ولم يكتب الله لي نصيبا في ان يكون لي طفل،جرعت آلامي وارتضيت بما كتبه الله لي،وفي جلسة حوارية صريحة بيني وبين زوجي طلبت منه ان يتزوج باخرى لعل الله يرزقه بطفل لكنه غضب طالبا مني ان لا افاتحة بهذا الموضوع وانني زوجته وحبيبته التي لن يفرط بها ابدا ورغم سعادتي بحبه وموقفه الا انني قلت له انني امنحه حرية الاختيار والزواج ولن اكون عائقا امامه،استمرت الايام بيننا وهو يغدق علي الحب والهدايا والحياة المريحة لكن الطامة الكبرى اكتشفتها بالمصادفة وهي ان زوجي الحبيب قد كان متزوجاً منذ الاكتشاف الاول لحقيقة وضعي بانني لن انجب وان لديه ولدين اصبت بانهيار عصبي دخلت على اثره المستشفى وكرهته وكرهت نفسي وانا اتذكر كلامه وحبه المغشوش متسائلة ما الذي يجبره على الكذب والنفاق وقد اختار حياة جديدة انا لم انكرها بل طالبته بها ثم تذكرت اثناء دخولي المستشفى ليلة زفافه وغيابه عني اسبوعاً كاملاً تلك اللحظات التي كان يستغفلني بها هو واصدقاؤه يا الهي كم تدمرني كلما طافت على بالي لقد تزين ذلك اليوم وتعطر ولبس بدلة جديدة لدرجة انني تغزلت به قائلة:تبدو عريساً .
لكنه ضحك قائلا انا عريس دائم لعروس رائعة مثلك يا الهي كم كان يكذب تلك الليلة عرض علي ان اصحبه الى حفل زفاف صديقه كنت متعبة واعتذرت هل يصدق احد هذا الموقف احيانا اتساءل ماذا لو ذهبت معه كيف كان سيتصرف ثم اعود اتحدث مع نفسي انه كان متاكدا انني لن اذهب والا لما عرض علي الذهاب حيث تحجج ان الحفلة للرجال فقط ولكنه قد يصحبني لبيت العروس حيث ستكون حفلة نسائية مقتصرة على الاهل .
اكثر من اربع سنوات عشت معه في دوامة بحجج الكذب بحجج غيابه وسلوكه المختلف وكلمات الحب والغزل الذي يسمعني اياها اغفلت عيني عن الحقيقة اتساءل بكل القهر ما الذي يجبره على الكذب وانا اطلب منه بكل الحب ان يجد حياة جديدة له لن تقنعني كل تبريرات العالم ببراءته وحبة لي .
اليست حكايتي معه تدعو للهذيان حين اكتشفت الحقيقة وبعد خروجي من المستشفى حاربت من اجل نيل حريتي وطلب الطلاق والمصيبة انه استمر في كذبه علي بطريقة كادت تفقدني ما تبقى من عقلي .
لكنني صممت ان انال حريتي،ونلتها اذكره الان بكل الام الدينا والوجع وكلمات حبه اصبحت في حياتي سماً يسير ببطء في انحائي مذهولة انا اتساءل بلا اجابة لماذا كل هذا الكذب !