--------------------------------------------------------------------------------
بعد أن شهدت بطولة كأس الامم الاوروبية الماضية (يورو 2004) وصول كل من منتخبي البرتغال واليونان للمرة الاولى إلى المباراة النهائية وفوز المنتخب اليوناني باللقب على عكس جميع الترشيحات التي سبقت مشاركته في البطولة تسعى المنتخبات الكبيرة إلى إعادة فرض سيطرتها على الساحة الاوروبية من خلال يورو 2008 .
وفجر المنتخب اليوناني بقيادة مديره الفني الالماني مفاجأة من العيار الثقيل قبل أربع سنوات عندما توج باللقب رغم أنه كان على رأس قائمة المرشحين للخروج من الدور الاول .
وعندما تنطلق فعاليات بطولة كأس الامم الاوروبية الثالثة عشر (يورو 2008) التي تستضيفها النمسا وسويسرا بالتنظيم المشترك من السابع إلى 29 حزيران/يونيو المقبل سيكون هدف المنتخبات الكبيرة مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وهولندا إعادة بسط نفوذها على البطولة .
ومن ثم ينتظر أن تشهد يورو 2008 منافسة شرسة وصراعا مفتوحا بين معظم المنتخبات الستة عشر المشاركة فيها من أجل الوصول إلى المباراة النهائية .
وبعد هزيمته في المباراة النهائية أمام المنتخب اليوناني في يورو 2004 يبدو المنتخب البرتغالي حاليا خطرا يهدد باقي المنتخبات الكبيرة بما يضمه من لاعبين بارزين في خط وسط الفريق يتقدمهم كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد الانجليزي .
كما يقود الفريق المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان قبل الانتقال لتدريب البرتغالي .
ونجح سكولاري في تشكيل فريق للمنتخب البرتغالي يجمع بين تقديم الأداء الجيد والدخول في منافسة قوية على الالقاب ولذلك ينتظر أن يكون الفريق الذي أوقعته القرعة في المجموعة الاولى بالدور الاول ليورو 2008 منافسا قويا على لقب البطولة .
وإذا وصل المنتخب البرتغالي إلى بعض التناغم والتنسيق في خط الهجوم فسيكون الفريق مرشحا للعبور إلى الدور الثاني من هذه المجموعة التي تضم معه منتخبات سويسرا صاحب الارض وتركيا المراوغ والتشيك المخضرم .
ووصل المنتخب التشيكي إلى الدور قبل النهائي في يورو 2004 ويسعى الفريق إلى توديع مديره الفني كاريل بروكنر بشكل لائق من خلال هذه البطولة التي سيعتزل في أعقابها مباشرة .
وفجر المنتخب السويسري مفاجأة كبيرة قبل عامين عندما وصل للدور الثاني (دور الستة عشر) في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا ويبدو الفريق مستعدا للعبور من المجموعة الاولى إلى دور الثمانية بعكس المنتخب النمساوي شريكه في التنظيم والذي تصاحبه ترشيحات كبيرة للخروج من الدور الاول .
ويشارك المنتخب النمساوي في النهائيات للمرة الاولى في تاريخه حيث يشارك بصفته منتخب إحدى الدولتين المضيفتين .
وأوقعت القرعة المنتخب النمساوي في المجموعة الثانية التي تضم معه منتخبات ألمانيا الفائز بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة وكرواتيا وبولندا الذي يشارك في النهائيات للمرة الاولى أيضا .
ويعتبر المنتخب النمساوي أقل الفرق المشاركة في يورو 2008 ترشيحا للمنافسة على اللقب بل وعلى التأهل للدور الثاني (دور الثمانية) خاصة وأنه حقق فوزا وحيدا في آخر 14 مباراة خاضها قبل هذه البطولة .
ووجه المنتخب الالماني صدمة قوية إلى كل من المنتخبين صاحبي الارض هذا العام حيث تغلب على المنتخب النمساوي 3/صفر في فبراير الماضي ثم على نظيره السويسري 4/صفر في مارس .
ويمتلك المنتخب الالماني بدائل عديدة في خط الهجوم منها كيفن كوراني وميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي وماريو جوميز ومن خلفهم مايكل بالاك وباستيان شفينشتايجر مما يجعل الفريق مرشحا بقوة للوصول إلى الدور قبل النهائي على الاقل. وإذا نجح في ذلك ستكون المرة السابعة التي يصل فيها لهذا الدور في تاريخ مشاركاته بالبطولة .
وبعد أن قضى موسمين كاملين في صفوف تشيلسي الانجليزي جاء تألق بالاك في الشهور القليلة الماضية ليمنح يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الالماني ثقة كبيرة في فريقه قبل بداية يورو 2008 .
وقال بالاك /31 عاما/ قائد المنتخب الالماني :
" الامور تسير على ما يرام. وأصبحت الان أكثر نضجا.. المنتخب الالماني ظهر بشكل قوي في التصفيات ونحن نتمتع بلياقة جيدة حاليا. إذا نجحنا في الحفاظ على التطور في مستوى أدائنا ستكون فرصتنا جيدة في الفوز بالبطولة " .
وستكون المجموعة الثالثة هي "مجموعة الموت" بلا شك حيث تصم كل من المنتخبين الايطالي والفرنسي طرفي المباراة النهائية لكأس العالم 2006 والمنتخب الهولندي الذي وصل للدور قبل النهائي في كأس الامم الاوروبية خمس مرات سابقة والمنتخب الروماني الواعد الذي كان الحصان الاسود في التصفيات المؤهلة ليورو 2008 .
وتوج المنتخب الايطالي بلقب كأس العالم 2006 ليكون اللقب الرابع له في البطولة لكنه لم يحرز اللقب الاوروبي منذ أن أحرز لقبه الوحيد في البطولة الاوروبية عام 1968 ولذلك يسعى إلى الفوز باللقب هذه المرة ليكون الثاني له وكذلك ليعادل إنجاز المنتخب الفرنسي الذي جمع بين لقبي كأس العالم 1998 ويورو 2000 .
وسيعتمد الفريقان الايطالي والفرنسي على اثنين من نجوم بايرن ميونيخ اللذين سطعا مع الفريق خلال الموسم المنقضي وهما لوكا توني مهاجم المنتخب الايطالي وفرانك (بلال) ريبيري صانع ألعاب المنتخب الفرنسي .
وفي الوقت الذي راودت فيه الاحلام المنتخب الهولندي المفعم بالنجوم أصحاب المهارات الرائعة لتقديم عروض قوية ومسيرة جيدة في يورو 2008 سعيا وراء إحراز اللقب الاوروبي الثاني في تاريخ الفريق تلقى الفريق صدمة قوية لانسحاب نجم خط وسطه المخضرم كلارنس سيدورف من المشاركة مع الفريق في البطولة .
ومع انسحابه من البطولة انتقد سيدورف المدرب ماركو فان باستن الذي سيترك منصب المدير الفني للمنتخب الهولندي في أعقاب البطولة مباشرة .
وبعد المستوى الرائع الذي ظهر عليه الفريق في التصفيات المؤهلة للبطولة يبدو المنتخب اليوناني حامل اللقب مرشحا بقوة للعبور إلى الدور الثاني (يورو 2008) من المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات أسبانيا وروسيا والسويد .
ونجح اوتو ريهاجل في تشكيل فريق يخوض به البطولة المقبلة أفضل من ذلك الفريق الذي فاز باللقب قبل أربع سنوات .
كذلك يسعى المدرب الهولندي الرائع جوس هيدينك إلى العبور بالمنتخب الروسي من هذه المجموعة إلى دور الثمانية في يورو 2008 .
أما المنتخب الاسباني فيعتمد على مهارات نجومه العالميين بداية من حارس المرمى إيكر كاسياس وحتى المهاجمين ديفيد فيا وفيرناندو توريس ويسعى لتغيير الصورة التي انطبعت عنه في الاذهان بسبب فشله الدائم في البطولات الكبيرة منذ أن أحرز لقب البطولة الاوروبية الثانية عام 1964 على أرضه .