عرضت الحكومة الإسرائيلية على أينشتاين منصب رئيس الدولة في العام 1952 ولكن أينشتاين رفض هذا العرض الإسرائيلي و كان أنشتاين ضد قيام دولة إسرائيل . و في نهاية حياته اتهمته المخابرات الأمريكية بالميول للشيوعية لأنه قدم أنتقادات لاذعة للنظام الرأسمالي الذي لم يكن يروق له ، وفي العام 1955، توفي أينشتاين، وحُرق جثمانه في مدينة "ترينتون" في ولاية "نيو جيرسي" في 18 نيسان (أبريل) 1955 ونُثر رماد الجثمان في مكان غير معلوم، وحُفظ دماغ العالم أينشتاين في جرّة عند الطبيب الشرعي "توماس هارفي" الذي قام بتشريح جثته بعد موته.
--------------------------------------------
لقد أقام أينشتاين جانبا كبيرا من الإطار الرياضي الذي تفهم على أساسه قوانين عالم الذرة الصغير (الميكروكوزم)، وقوانين عالم الكون الكبير (الماكروكوزم)، وقد وافته المنية وهو يحاول التنسيق بين كلا المفهومين في مجموعة واحدة من المعادلات وسماها (نظرية المجال الموحد)، ولكن دراسته لم يستطع أحد أتمامها ولا يزال هذا الغموض قائما حتى الآن مع مشاكل كونية أخرى لم تحل أحجيتها.
------------------------------------
بحث اينشتاين عن النظرية الكونية الشاملة مستمر
عندما كتب اينشتاين لأول مرة نظرياته الخاصة في وصف الكون في عام 1917 كان العنصر الأبرز في افكاره ان قوة الجاذبية هي وحدها المؤثرة في مسيرة الكون من البداية حتى النهاية، في ذلك الحين كانت القوة الأخرى الوحيدة المعروفة هي قوة المغناطيسية الكهربائية وبدا تأثيرها على الكون ثانوياً.
وفي السنوات التالية اكتشفت قوتان رئيسيتان اخريان هما القوة النووية القوية التي تربط البروتونات والنيوترونات مع بعضها البعض داخل الذرات والقوة الضعيفة التي تتسبب باضمحلال النشاط الاشعاعي، لكن لم يبد ان لأي من هاتين القوتين اهمية كونية حقيقية.
والآن تغيرت كل هذه المعطيات فأجهزة مسارعة الجسيمات الذرية كتلك الموجودة في مختبر «سيرن» في جنيف افضت إلى اكتشاف مذهل مفاده ان القوى الأساسية الأربع ليست ثابتة بل متبدلة تبعاً لدرجة الحرارة الكونية المحيطة.
وأظهرت التجارب التي اجريت بواسطة مصادم الذرات العملاق «ليب» ان قوة المغناطيسية الكهربائية «الكهرطيسية» تزداد بنسبة 7 بالمئة بازدياد شدة طاقة وبالتالي درجة حرارة الجسيمات الذرية داخل المصادم.
وعلى خلفية نظريات كيفية عمل تلك القوى الأساسية الطبيعية تشير هذه النتائج إلى احتمال مثير بأن القوى الأربع تندمج في قوة واحدة موحدة بتوفر درجة حرارة مرتفعة بشكل كاف، لكن الحرارة اللازمة لحدوث ذلك تتجاوز كثيراً امكانيات أي مصادم ذري في العالم إذ تقدر بـ 10 أس 32 أي 10 وإلى يمينها 32 صفراً، وفي الواقع ان هذه الحرارة لم تحدث سوى مرة واحدة في تاريخ الكون خلال الانفجار العظيم الذي ولد منه الكون.
وينظر علماء فيزياء الجسيمات الذرية الآن إلى المراحل الأولى في عمر الكون كحقل اختبار لما يعرف بـ «نظرية كل شيء».
وعلاوة على توحيد القوى الأساسية الأربع للطبيعة فإن نظرية كل شيء من المفترض ان تشكل جميع الانماط المختلفة للجسيمات الذرية في مجموعة معادلات موحدة والحافز الرئيسي وراء البحث في نظرية كل شيء هو الاعتقاد بأنه تحت فوضوية وعشوائية الظواهر الطبيعية اليومية تقبع وحدة انسجام شاملة بين جميع الاشياء، وبحسب المفاهيم النظرية والتجارب العملية كتلك المجراة في مصادم «ليب» فإن هذه الوحدة لا تكشف عن نفسها إلا في درجات حرارة مستعرة كتلك التي كانت خلال الانفجار العظيم.
ونظراً لعدم وجود أي أمل في اعادة انتاج مثل هذه الحرارة الخيالية على الأرض، يبحث علماء فيزياء الجسيمات عن اجابات لألغاز الكون في المشاهدات الكونية التي يسجلها الفلكيون العاكفون على سبر الأحداث الكونية التي عقبت الانفجار العظيم مباشرة.
وينصب الاهتمام حالياً على اعمال رصد ومسح الحرارة المتبقية منذ الانفجار العظيم، فالاقمار الصناعية مثل مسبار تباين الامواج الكهرطسية (ماب) وقمر «بلانك سرفيور» قادرة على رصد الاختلافات الضئيلة جداً إلى حدود واحد في العشرة الآلاف في درجة الحرارة القادمة في اجزاء مختلفة في الفضاء، والنماذج الناتجة في البقع الساخنة والباردة تقدم مفاهيم مهمة لفهم الاحداث التي وقعت خلال الانفجار العظيم.
تمدد الكون
وعلى سبيل المثال فإن المحاولات الحالية لوضع نظرية لكل شيء تتنبأ بأن الكون شهد تمدداً سريعاً على نحو لا يصنف خلال الانفجار العظيم، مدفوعاً بطاقة يفترض ان تفسرها نظرية كل شيء، وقد اقترح واضعو النظريات افكاراً عديدة عن الشرارة التي اطلقت هذا التضخم الكوني وكل فكرة من هذه الافكار تتنبأ بأنماط من البقع الساخنة والباردة في الحرارة المتبقية في الانفجار العظيم.
-------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------
---------------------------------------------------